أما النوع الرابع فهو الشفاعة لأهل الجنة في أن يدخلوها، عندما يقفون عند أبواب الجنة لا يدخلونها حتى يستفتح لهم النبي صلى الله عليه وسلم، فأول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم، وأول من يدخل الجنة من الأمم أمته، فيقول خازن الجنة: (بك أُمرت ألَّا أفتح لأحد قبلك) ، فهو يستأذن ويشفع إلى ربه في أن يفتح أبواب الجنة فيدخلها أهلها مع سعة أبواب الجنة، فقد ذُكر أن للجنة ثمانية أبواب، ولكن ما سعة الباب؟ ورد في الحديث: (ما بين مصراعي الباب مسيرة أربعين سنة، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام) من كثرة من يدخل من تلك الأبواب الثمانية، فالباب الواحد سعته مسيرة أربعين سنة، ليس أربعين يوماً ولا أربعين شهراً، بل أربعين سنة، ما مقدار ذلك؟ الله أعلم بمنتهاه، ومع ذلك يأتي عليه يوم -والله أعلم بمقدار ذلك اليوم- وهو كظيظ من الزحام من كثرة من يدخل منه، من هذه الأمة ومن غيرها.