ولما علم الله تعالى فضيلة هذه الشريعة وميزتها وملاءمتها لكل زمان ولكل مكان، وصلاحيتها لكل جيل ولكل قطر ولكل أهل موطن، وعدم منافاتها للمصالح العامة والخاصة جعلها الله شريعة عامة، فكان من ضمن رسالة هذا النبي الكريم أن أرسل إلى الناس عامة قاصيهم ودانيهم، وأن جعلت رسالته خاتمة للرسالات بحيث لا ينسخها بعده من يأتي، وقد ذكر أنه يأتي بعده ابن مريم في قوله عليه الصلاة والسلام: (يوشك أن ينزل فيكم ابن مريم عليه السلام حكماً مقسطاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، ولكنه يحكم بهذه الشريعة) فأصبحت هذه الشريعة من شرفها ومن صلاحيتها أنها هي آخر الشرائع، وأصبح هذا النبي لشرفه وميزته آخر الأنبياء، فهكذا نعتقد.