Q نريد منكم توضيح هذه العبارة، (استدلاله بالآيات الأفقية والنفسية استدلال بأفعاله ومخلوقاته) ، وكذا في تفسير اسم الله (المؤمن) أنه: (المصدق الذي يصدق الصادقين بما يقيم لهم من شواهد صدقهم) ؟
صلى الله عليه وسلم معلوم أن الاستدلال بالآيات مما يثبت الدليل، والله تعالى قد نصب الآيات ليستدل بها العباد على معرفة ربهم، والآيات هنا يراد بها الآيات الكونية والآيات النفسية.
فالآيات الكونية هي المخلوقات التي في الكون، يقول الله تعالى: انظروا في هذه الآيات لتعتبروا، انظروا في خلق السماء وارتفاعها، وانظروا في تصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض، وانظروا في هذه الأرض وما فيها من النبات وما فيها من الحيوانات، وانظروا في هذه البحار وما احتوت عليه، وما أشبه ذلك.
فالنظر يعني الاعتبار ليكون دليلاً إلى اليقين فيقوي الإيمان.
كذلك الآيات النفسية، الله تعالى يقول: {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} [الذاريات:21] يعني: في أنفسكم آيات.
فإن الإنسان لو فكر في نفسه لزالت عنه الشكوك والتوهمات؛ فإن نفس الإنسان فيها أعظم عبرة وأعظم آية على أنه مخلوق مكون، فإذا فكر في أول أمره كيف كان نطفة ثم تقلبت به الأحوال إلى أن أصبح رجلاً سوياً، ثم ينظر إلى أن حواسه كاملة وحاجاته كاملة؛ فإن ذلك -بلا شك- مما يلفت نظره ويوضح له أمره أنه مخلوق وأن له خالقاً، قال تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} [الطور:35] .
وأما الاستدلال بأنه سبحانه من أسمائه (المؤمن) الذي يصدق عباده، فهذا التصديق يكون في يوم القيامة أو في الدنيا، فيصدق عباده الرسل بما يقيم على أيديهم من الآيات والمعجزات، ويصدق عباده المؤمنين في الآخرة بأن يثيبهم ويظهر بذلك صدقهم ونصحهم لأممهم.