Q إنسان يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويصلي ويصوم، ولكنه يحلف بغير الله، وقد يستغيث بغير الله إما بالشيوخ أو الأولياء والأنبياء، أينقض ذلك التوحيد ويدخله في الشرك الأكبر؟
صلى الله عليه وسلم الحلف بغير الله من أنواع الشرك ولكنه من الشرك الأصغر، ويرجع إلى نية الحالف، فإذا كان يعتقد أن ذلك المحلوف يستحق التعظيم الذي يبجل به حتى يعظم ويحلف به كما يحلف بالله فهذا أكبر، وإذا كان له نوع تعظيم فهو من الأصغر.
أما الاستغاثة بغير الله فمعلوم أنها من الأكبر؛ وذلك لأن الاستغاثة دعاء من مكروب، فالدعاء من الإنسان إذا وقع في كرب وفي شدة يسمى استغاثة، والإنسان عندما يصيبه الكرب يلجأ إلى الرب تعالى، والمشركون إذا أصابهم الكرب في البحر لجئوا إليه، قال تعالى: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء:67] ، فإذا كان المشركون في لجة البحر لا يذكرون إلا ربهم، فالذي يذكر غير الله ويستغيث بغير الله في حالة الشدائد أكبر شركاً من المشركين الأولين الذين نزل فيهم القرآن والذين كفرهم الله تعالى وقاتلهم النبي عليه الصلاة والسلام، فيسأل هذا المستغيث هل هو يقول: يا ولي الله! أغثني فأنا في ذمتك، ولا حول لي إلا أنت، ولا أحد ينجيني إلا أنت، وأنا معتمد عليك، يا ولي الله! أنجني مما أنا فيه، فمن الذي ينجيني؟ وإذا كان في البحر وتلاطمت به الأمواج أخذ يقول كقول الرافضة: يا علي أو: يا حسين نجنا! من الكرب.
أو ما أشبه ذلك، أو يقول: يا عبد القادر يا جيلاني، أو: يا بدوي، أو ما أشبه ذلك، فلا شك أن هذا شرك أكبر، فهذا معنى الاستغاثة، فإذا كان هذا المسئول عنه يفعل مثل هذا فهو من الشرك الأكبر.