وروي البيت بالجرّ: على أنه عطف منمش بالجرّ على ذا نيرب المنصوب، وهو خبر كنت، على توهم زيادة الباء في خبرها المنفي، فإنها تزاد فيه بقلة كقول الشنفرى:
إذا مدّت الأيدي إلى الزاد لم أكن … بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل
ولكنّ للبيت أخا قافيته مرفوعة وهو:
ولكننّي رائب صدعهم … رموء لما بينهم مسمل
فيخرج إما على الإقواء، وهو التخالف بالجر والرفع في القافية، وإما أن يرفع (منمل) على أنه صفة مقطوعة، لأن النكرة (نيرب) وصفت بغيره. [الهمع ج 2/ 142، واللسان نمش، وفي (نمس) جاء (ولا منمسا بينهم أنمل)، وشرح أبيات المغني ج 7/ 50].
البيت غير منسوب إلى قائله، وهو في حاشية الصبّان على [الأشموني ج 1/ 246، والهمع ج 1/ 116]، وأنشدوه شاهدا لاقتران الجملة المخبر بها عن الأفعال الناقصة بالواو تشبيها لها بالجملة الحالية ... وهذا مذهب الأخفش دون غيره ...
قالوا: ويحتمل أن ظلّ تامة والجملة بعدها حالية.
البيت لامرئ القيس ... وهو شاهد على أنّ (نبّال) هنا للنسبة، أي: ليس بذي نبل، وليس صيغة مبالغة، وهو مثال بغّال، وحمّار، أي: هو ذو بغال وحمير، ومثلها:
سيّاف، ولبّان وتمّار، وقبل البيت:
أيقتلني والمشرفيّ مضاجعي … ومسنونة زرق كأنياب أغوال
وزعموا أنه يحكي في هذه القصيدة قصته مع بنت ملك الروم وأنها عشقت امرأ القيس، وراسلها وصار إليها وقال فيها:
حلفت لها بالله حلفة فاجر … لناموا فما إن من حديث ولا صال
وهذا كذب يسخرون به من عقولنا. فكيف راسلها، وبأي لغة كتب لها.