179 - وأبيض فياض يداه غمامة … على معتفيه ما تغب فواضله بكرت عليه بكرة فوجدته … قعودا لديه بالصريم عواذله

أما رواية ابن هشام فهي: (وجعائله). وقائلة: معطوف بالجر على مدخول «ربّ» في بيت سابق.

والشاهد أن جملة «تخشى عليّ» حال من ضمير «قائلة»، وجملة «أظنه سيودي به ...» فقول القول. [شرح أبيات المغني/ 6/ 314].

178 - ويوما شهدناه سليما وعامرا … قليلا سوى الطّعن النّهال نوافله

من شواهد سيبويه المجهولة، وسليم وعامر: قبيلتان، والنوافل: الغنائم. والطعن:

جمع طعنة. والنهال: الروية بالدم. وقليلا: صفة ليوم. ونوافله: فاعل «قليلا». وسوى:

استثناء منقطع. يقول: واذكر يوما شهدنا فيه هاتين القبيلتين قليلا عطاياه سوى الطعن النهال، على التهكم؛ لأن الطعن ليس من النوافل.

والشاهد: أن الأصل: «شهدنا فيه»، فحذف «في»، فنصب ضمير اليوم بالفعل تشبيها بالمفعول به اتساعا ومجازا. و «شهد» لا يتعدى إلا إلى مفعول واحد، وهنا متعد إلى اثنين؛ لأن الأول فيه معنى الظرف، ومن شأنه تعدي الفعل اللازم إليه، وسليما: هو المفعول الذي يتعدى إليه «شهد». [شرح أبيات المغني/ 7/ 8، وسيبويه/ 1/ 90، وشرح المفصل/ 2/ 45، والهمع/ 1/ 203].

179 - وأبيض فياض يداه غمامة … على معتفيه ما تغبّ فواضله

بكرت عليه بكرة فوجدته … قعودا لديه بالصريم عواذله

لزهير بن أبي سلمى، يمدح حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري. وشاهدنا في البيت الثاني، قال ابن هشام: إن الصفة الرافعة للجمع يجوز فيها في الفصيح أن تفرد وأن تكسّر، فقوله: قعودا: رفعت «عواذله». وقوله: بالصريم: جمع صريمة، وهي رملة تنقطع من معظم الرمل. والعواذل: اللائمات، يلمنه على إنفاق ماله. وفسّر بعضهم «الصريم» الصبح؛ لأنه يسكر في العشي، فإذا أصبح وقد صحا من سكره، لمنه ولا يستقيم هذا التفسير؛ لأن الشاعر يمدحه بعد أبيات بقوله:

أخي ثقة لا تتلف الخمر ماله … ولكنه قد يهلك المال نائله

وإنما يفسره ذاك التفسير، من أخذ البيت مفردا، والشعر لا يعرف إلا في سياقه.

[شرح أبيات المغني/ 8/ 10].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015