هذا البيت، أحد أربعة أبيات منسوبة إلى أحد أصحاب علي بن أبي طالب، يوم صفّين، وذكروا حولها قصة ليس فيها سند، وإنما هي من اختراعات المؤرّخين والأدباء، والبيت لا يصحّ الاستشهاد به في النحو؛ لأنه مجهول القائل، وربما كان ناظمه من أهل العصر العباسي. وقد ذكروا البيت على أنّ «أسد العرين»، و «شاء النجف»، حالان إما على تقدير «مثل»، وإما على تأويلهما بوصف، أي: شجعانا وضعافا، والعامل في الحال لفظ «البال»؛ لكونه بمعنى الفعل، ومجيء الحال بعد «ما بال» أكثري، وقد يأتي التركيب بدون الحال، كقوله تعالى: فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى [طه: 51]. وقد وردت الحال بعد «ما بال» على وجوه:
منها: مفردة: كالبيت الشاهد، وقول الشاعر: «ما بال النجوم معلقات». ومنها:
ماضية مقرونة ب «قد»، كقول العامري:
ما بال قلبك يا مجنون قد هلعا ...
ومنها: ماضية مقرونة ب «قد» و «الواو»، كقول الشاعر:
ما بال جهلك بعد الحلم والدين … وقد علاك مشيب حين لا حين
ويأتي بدون «قد»، كقول الشاعر:
فما بال قلبي هدّه الشوق والهوى … وهذا قميصي من جوى الحزن باليا
وتأتي مضارعية مثبتة، كقول أبي العتاهية:
ما بال دينك ترضى أن تدنّسه … وثوب دنياك مغسول من الدنس