لا تهين الفقير علّك أن تركع … يوما والدهر قد رفعه
أصله (لا تهينن الفقير) ومثل بيت الشاهد قول الشاعر:
خلافا لقولي من فيالة رأيه … كما قيل قبل اليوم خالف تذكرا
فقال «خالف» بفتح آخره، وهو فعل أمر، وأصله «خالفن» بنون التوكيد الخفيفة.
[الخصائص/ 1/ 126، والإنصاف/ 568، وشرح المفصل/ 9/ 44، وشرح أبيات المغني/ 7/ 358، والهمع/ 2/ 79، والأشموني/ 3/ 228].
البيت لامرئ القيس من قصيدة يذكر فيها ما أصابه من مرض بعد عودته من عند قيصر الروم وقد استعداه على بني قومه بني أسد - قبّحه الله - وأظن أن قصته مع بنت القيصر موضوعة.
والقرح، بالضم والفتح: الجرح. وأبؤس: جمع بؤس، وهو الشدة. والفعل «تحول» من أخوات «صار».
والشاهد: أنه يجوز أن يكون خبر «لعل» فعلا ماضيا. ويرى الحريري في «درة الغواص» أنّ «لعلّ» لتوقّع الرجاء، ولا يكون خبرها ماضيا؛ لأن فيه مناقضة. والبيت ينقض كلام الحريري، وجاء في الحديث «وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم». والحديث في البخاري،. فيه أنّ «لعلّ» بمعنى «ظنّ». [شرح أبيات المغني/ 5/ 177].
4 - فلم أر مثل الحيّ حيّا مصبّحا … ولا مثلنا يوم التقينا فوارسا
أكرّ وأحمى للحقيقة منهم … وأضرب منّا بالسيوف القوانسا
من قصيدة للعباس بن مرداس الصحابي، قالها في الجاهلية، وهي في الحماسة، وتعدّ قصيدته إحدى «المنصفات»؛ لأنه اعترف لأعدائه بالصبر على المكاره في الحرب، يقول: فلم أر مغارا عليه كالذين صبّحناهم، ولا مغيرا مثلنا يوم لقيناهم، و. نتصب «حيّا مصبّحا» على التمييز، وكذلك «فوارسا» ويجوز أن يكونا في موضع الحال.
وقوله: أكرّ: من الكرّ، وهو الصولة على الأعداء. والحقيقة: ما يحقّ عليه حفظه من