والدليل على أن الفعل عمل فيهما النصب، عطف «موجعات» منصوبا بالكسرة، على محل المبتدأ والخبر وهو النصب. [شرح أبيات المغني/ 6/ 271، والخزانة ج 9/ 144، والعيني/ 2/ 408].
هذا البيت من شعر عبيد بن الأبرص .. هي الخمر: مبتدأ وخبر. لا شك - لا واسمها وخبرها محذوف. وجملة تكنى الطلا: صفة للخمر، لأنه محلّى بأل الجنسية فهو شبيه بالنكرة. كما: الكاف حرف تشبيه - وما: كافّة. الذئب: مبتدأ، جملة يكنى: خبر المبتدأ. والشاهد: تكنى الطلا: و «يكنى أبا جعدة». حيث عدّى الفعل في الموضعين إلى مفعولين، من غير أن يوسط بينه وبين أحدهما حرف جرّ. وأول المفعولين، ضمير مستتر نائب فاعل، وثانيهما الاسم الظاهر بعدهما. ولكن قوله «الطّلا» ليس كنية لأنها لم تصدر بأب ولا أم .. ولذلك يحسن الأخذ برواية «هي الخمر تكنى بأمّ الطّلاء». ويكون تعدّى للثاني بحرف الجرّ .. وقالوا: إنّ أصل رواية البيت «هي الخمر تكنى الطلاء» فيكون مختل الوزن .. وابتداء من الخليل بن أحمد، وانتهاء بآخر نحوي .. أصلح في البيت ليستقيم وزنه، وكلّ
أصلحه باللفظ الذي يروق له والرواية المثبتة، هي رواية ابن هشام ..
وأما إصلاح الخليل فهو «هي الخمر يكنونها بالطلاء». ورواية أخرى «هي الخمر حقا وتكنى الطلاء». [الشذور/ 372، واللسان «جعد» و «طلا»].
من قول سنان بن فحل الطائي، من أبيات في حماسة أبي تمام .. وذو حفرت: التي حفرتها. وطويت البئر: إذا بنيت بالحجارة عليها: يريد أن يقول: إنه لا حقّ لكم في ورود الماء، لأنه ماء كان يرده أبي وجدّي من قبل وكان خاصا بهما وهذه البئر أنا الذي حفرتها، وأنا الذي بنيت دائرها.
قوله: وبئري: إما مبتدأ خبره ذو (الاسم الموصول) أو معطوف على اسم إنّ .. والواو في الحالين عاطفة إما عطف جملة على جملة في الأول، أو مفرد على مفرد في القول الثاني.
وشاهده: «وبئري ذو حفرت، وذو طويت». حيث استعمل (ذو) مرتين اسما موصولا