ولست بهاج في القرى أهل منزل … على زادهم أبكي وأبكي البواكيا
فإما كرام موسرون ... البيت.
وإمّا كرام معسرون عذرتهم … وإمّا لئام فادّخرت حيائيا
وعرضي أبقى ما ادخرت ذخيرة … وبطني أطويه كطيّ ردائيا
ومعنى الشعر التمدح بالقناعة والكفّ عن أعراض الناس. يقول: الناس ثلاثة أنواع:
موسرون كرام، فاكتفي منهم بمقدار كفايتي. ومعسرون كرام، فأعذرهم وموسرون لئام فأكف عن ذمهم حياء.
وقوله: في القرى: بكسر القاف: طعام الضيف، وفي للسببية.
وقوله: على زادهم .. الخ صورته الإثبات ومعناه النفي، لأنه تفسير لخبر ليس. وإن قدّر خبرا ثانيا فلا إشكال. وذكر البكاء: تمثيل، والمعنى أنه لا يأسف لما يرى من الحرمان، أسف من يبكي ويبكي غيره.
وقوله: فإمّا: بكسر الهمزة. وهي: إمّا: التي في قولك: جاءني إما زيد وإمّا عمرو وأن الاسم بعدها خبر لمبتدأ مقدّر قبله، أي: فالناس إما كرام، بدليل قوله: وإمّا لئام، وجعلها بعضهم «إمّا» الشرطية المكونة من «إن» الشرطية و «ما» زائدة. والاسم بعدها معمول لفعل محذوف، وبعده فعل يفسر المحذوف. والجملتان: من قوله: لقيتهم، وعذرتهم، صفتان.
والشاهد: من ذي عندهم على أن «ذو» الموصولة، معربة في لغة طيئ. وإعرابها كإعراب الأسماء الستة بالحروف، فذو، مجرورة هنا بالياء.
ويروى «فحسبي من ذو عندهم» على أنه اسم موصول مبني، بلفظ واحد. [شرح أبيات المغني/ 6/ 250، وشرح التصريح/ 1/ 63، والأشموني/ 1/ 157، والمرزوقي/ 1158، والهمع/ 1/ 74].
... البيت للفرزدق من قصيدة هجا بها جريرا وقومه. ويوم جوّ سويقة: من أيام العرب وحروبها. وجوّ سويقة: موضع قرب المدينة النبوية. ويروى «نعف سويقة»