وَإِنْ كَانُوا صِغَارًا يُعَبِّرُونَ عَنْ أَنْفُسِهِمْ، فَقَالَ: هُمْ وَلَدِي، وَصَدَّقُوهُ فَهُمْ آمِنُونَ. لِأَنَّهُمْ أَتْبَاعُهُ مَا لَمْ يَبْلُغُوا. أَلَا تَرَى لِأَنَّهُمْ يَتْبَعُونَ فِي الذِّمَّةِ وَالْإِسْلَامِ وَإِنْ كَانُوا يُعَبِّرُونَ عَنْ أَنْفُسِهِمْ، فَكَذَلِكَ فِي الْأَمَانِ. وَإِنْ كَذَّبُوهُ فَهُمْ فَيْءٌ لِلْمُسْلِمِينَ. لِأَنَّ نَسَبَهُمْ لَا يَثْبُتُ مِنْهُ عِنْدَ تَكْذِيبِهِمْ إذَا كَانُوا يُعَبِّرُونَ عَنْ أَنْفُسِهِمْ، وَقَدْ زَعَمُوا أَنَّهُمْ صَارُوا فَيْئًا حِينَ دَخَلُوا بِغَيْرِ أَمَانٍ. وَقَوْلُ مَنْ يُعَبِّرُ عَنْ نَفْسِهِ فِي هَذَا مَقْبُولٌ، وَإِنْ كَانَ صَغِيرًا، كَمَجْهُولِ الْحَالِ إذَا أَقَرَّ عَلَى نَفْسِهِ بِالرِّقِّ لِإِنْسَانٍ وَصَدَّقَهُ الْمُقَرُّ لَهُ.
512 - وَإِنْ كَانَ مَعَهُ صِغَارٌ لَا يُعَبِّرُونَ عَنْ أَنْفُسِهِمْ فَقَالَ: سَرَقْتهمْ مِنْ دَارِ الْحَرْبِ وَأَخْرَجْتهمْ، أَوْ هُمْ أَيْتَامٌ كَانُوا فِي عِيَالِي فَأَخْرَجْتُهُمْ مَعِي، فَهُمْ لَهُ لَا سَبِيلَ عَلَيْهِمْ. لِأَنَّ يَدَهُ عَلَيْهِمْ مُسْتَقِرَّةٌ إذَا كَانُوا لَا يُعَبِّرُونَ عَنْ أَنْفُسِهِمْ. فَيَجِبُ قَبُولُ قَوْلِهِ فِيهِمْ. وَقَدْ زَعَمَ أَنَّهُ اسْتَوْلَى عَلَيْهِمْ فِي دَارِ الْحَرْبِ بِطَرِيقِ السَّرِقَةِ، فَهُمْ مَمَالِيكُهُ وَأَتْبَاعٌ لَهُ، أَوْ أَنَّهُمْ فِي عِيَالِهِ أَتْبَاعُهُ بِسَبَبِ إنْفَاقِهِ عَلَيْهِمْ، وَمَا كَانُوا يَجِيئُونَ إلَى دَارِنَا إلَّا مَعَهُ، فَهُمْ بِمَنْزِلَةِ أَهْلِهِ.
513 - وَلَوْ خَرَجَ بِنِسَاءٍ قَدْ بَلَغْنَ فَقَالَ: هَؤُلَاءِ بَنَاتِي. وَصَدَّقْنَهُ فَهُنَّ فَيْءٌ فِي الْقِيَاسِ. لِأَنَّ مَعْنَى التَّبَعِيَّةِ يَزُولُ بِبُلُوغِهِنَّ حَتَّى لَا يَصِرْنَ مُسْلِمَاتٍ بِإِسْلَامِهِ، فَهُنَّ بِمَنْزِلَةِ الذُّكُورِ الْبَالِغِينَ مِنْ أَوْلَادِهِ.