قُلْنَا) : قَبْلَ أَنْ يَضَعَ الْإِمَامُ الْخَرَاجَ عَلَيْهِمْ لَا يَكُونُونَ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ، حَتَّى لَوْ أَرْضَى الْمُشْرِكُونَ الْمُسْلِمِينَ رَدُّوا عَلَيْهِمْ رَهْنَهُمْ، وَإِنْ صَارُوا بِمَنْزِلَةِ أَهْلِ الذِّمَّةِ فَقَدْ تُمْكِنُ شُبْهَةٌ فِي هَذَا الْقَتْلِ، وَهُوَ الِاعْتِمَادُ عَلَى ظَاهِرِ الشَّرْطِ وَالْمَشْرُوطِ فِي عَقْدٍ صَحِيحٍ وَذَلِكَ يَكْفِي لِإِسْقَاطِ الْقَوَدِ.
3530 - ثُمَّ الدِّيَاتُ تَكُونُ مَوْقُوفَةً فِي بَيْتِ الْمَالِ، فَإِنْ أَعْطَى الْمُشْرِكُونَ دِيَاتِ رَهْنِ الْمُسْلِمِينَ قَبِلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ الْإِمَامُ، وَدَفَعَهَا إلَى وَرَثَةِ الْمَقْتُولِينَ، وَسَلَّمَ إلَيْهِمْ دِيَاتِ رَهْنِهِمْ. لِأَنَّ حُكْمَ الْبَدَلِ مِنْ الْجَانِبَيْنِ حُكْمُ الْمُبْدَلِ، وَلَوْ رَدُّوا عَلَيْنَا رَهْنَنَا رَدَدْنَا عَلَيْهِمْ رَهْنَهُمْ، فَكَذَلِكَ إذَا رَدُّوا دِيَاتِ رَهْنِنَا رَدَدْنَا عَلَيْهِمْ مِثْلَ ذَلِكَ. وَلَا يَنْبَغِي لِلْإِمَامِ أَنْ يَأْبَى ذَلِكَ عَلَيْهِمْ. لِأَنَّهُ قَدْ صَارَ مَالًا مِنْ الْجَانِبَيْنِ بِخِلَافِ مَا قَبْلَ قَتْلِ رَهْنِهِمْ فَإِنَّ لِلْإِمَامِ هُنَاكَ رَأْيًا فِي أَخْذِ الدِّيَاتِ، لِمَا فِيهِ مِنْ صُورَةِ الْوَهْنِ، بِأَنْ يَقْتُلُوا خِيَارَنَا وَأَشْرَافَنَا، ثُمَّ يَأْخُذُوا رَهْنَهُمْ وَيُعْطُونَا الدِّيَاتِ.
3531 - فَإِنْ قَالُوا نُعْطِيكُمْ الدِّيَاتِ، وَنُعْطِيكُمْ مَكَانَ كُلِّ مُسْلِمٍ قَتَلْنَاهُ مِنْكُمْ أَسِيرًا مُسْلِمًا فِي أَيْدِينَا، وَتَرُدُّونَ عَلَيْنَا رَهْنَنَا، فَعَلَى الْإِمَامِ أَنْ يَقْبَلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ. لِأَنَّهُمْ رَدُّوا بَدَلَ نُفُوسِ الْمَقْتُولِينَ، وَرَدُّوا مِثْلَ مَا قَتَلُوا مِنْ أُسَارَى الْمُسْلِمِينَ، وَلَيْسَ فِي وُسْعِهِمْ فَوْقَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُخَلِّي سَبِيلَ الْأُسَرَاءِ، وَيَدْفَعُ الدِّيَاتِ إلَى وَرَثَةِ الْمَقْتُولِينَ.