"الفتوح" أنَّ الأنصار لما رأوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يزداد وجعًا، أطافوا بالمسجد، فدخل العباس, فأعلمه -عليه الصلاة والسلام- بمكانهم وإشفاقهم، ثم دخل عليه الفضل فأعلمه بمثل ذلك، ثم دخل عليه علي بن أبي طالب كذلك. فخرج -صلى الله عليه وسلم- متوكئًا على عليّ والفضل, والعباس أمامه، والنبي -صلى الله عليه وسلم- معصوب الرأس يخطّ برجليه، حتى جلس على أسفل مرقاة من المنبر, وثار الناس إليه، فحمد الله وأثنى عليه وقال: "يا أيها الناس، بلغني أنكم تخافون من موت نبيكم، هل خُلِّدَ نبي قبلي فيمن بعث إليه فأخلد فيكم؟ ألَا إني لاحق بربي، وإنكم لاحقون به، فأوصيكم بالمهاجرين الأوَّلين خيرًا، وأوصى المهاجرين فيما بينهم، فإن الله تعالى يقول: {وَالْعَصْرِ، إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} إلى آخرها, وإنَّ الأمور تجري بإذن الله، ولا يحمّلنكم استبطاء أمر على استعجاله، فإنَّ الله -عز وجل- لا يعجل بعجلة أحد، ومن غالب الله غلبه، ومن خادع الله خدعه، {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015