وكان -صلى الله عليه وسلم- يدعو هكذا بباطن كفَّيه وظاهرهما. رواه أبو داود عن أنس.

وقال أبو موسى الأشعري -كما عند البخاري: دعا النبي -صلى الله عليه وسلم, ثم رفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه.

وعنده أيضًا من حديث ابن عمر: رفع -صلى الله عليه وسلم- يديه فقال: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد".

لكن في حديث أنس "لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- يرفع يديه في شيء من دعائه إلّا في الاستسقاء", وهو حديث صحيح. ويجمع بينه وبين ما تقدّم "بأنَّ الرفع في الاستسقاء يخالف غيره, إما بالمبالغة إلى أن يصير اليدان في حذو الوجه مثلًا، وفي الدعاء إلى حذو المنكبين، ولا يعكّر على ذلك أنه ثبت في كلٍّ منهما حتى يُرَى بياض إبطيه، بل يجمع بأن تكون رؤية البياض في الاستسقاء أبلغ منها في غيره، وإمَّا أن الكفين في الاستسقاء يليان الأرض وفي الدعاء يليان السماء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015