14 ـ معنى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ "فالأحوال التي يعبر عنها بالاصطلام والفناء والسكر ونحو ذلك"1.

أقول: الأحوال: جمع (الحال) .

والحال لغة غير الحال في اصطلاح أهل الكلام، وهو غير الحال في اصطلاح الصوفية، وهو غير الحال في اصطلاح النحاة؛ فالحال في اصطلاح الصوفية: "ما يرد على القلب بمحض الموهبة من غير تعمد ولا اجتلاب ولا اكتساب؛ من طرب أو حزن أو فيض أو بسط.

قلت الأحوال من خرافات الصوفية وترهاتهم.

ولكن المؤمن إذا سمع آيات الجهاد والإنفاق والتوحيد والرد على المشركين وأهل البدع، وفرح بذلك وسر وزاد إيمانه مع إيمانه السابق؛ فهذا من الأحوال الطيبة.

وإذا عمل عملاً صالحاً وفرح بذلك، فهذا من الأحوال الطيبة، وإذا عمل سيئة وحزن عليها وندم وتاب إلى الله تعالى فهذا من الأحوال الطيبة، وأما إذا خالف الكتاب والسنة وعمل السيئة ولم يحزن بل بعكس ذلك فرح بالفسق والفجور فهذا من الأحوال السيئة الفسقية.

وإذا سمع آيات الجنة واشتاق إليها فهذا من الأحوال الحسنة الطيبة، وإذا سمع آيات الترهيب والنار، خاف وَرَقَّ قلبه وخشع وبكى فهذا من الأحوال الحسنة، ولكن إذا سمع آيات الجنة والنار، ولم يترقق قلبه بل زاد قسوة على قسوة، فهذا من الأحوال السيئة.

أما (الاصطلام) فهو في اصطلاح الصوفية: "وجد غامر يرد على العقول فيسلبها، ويسلبها بقوة سلطانه وقهره"2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015