ب ـ أن غياب العقل والوصول بصاحبه إلى حال كالمجانين والسكارى ليس فيه مدح لا عقلاً ولا شرعاً ولا عادة، بل يذم من يعتمد ذلك شرعاً وعقلاً وعادة.

ج ـ أن هذا الفناء دليل على ضعف قلب من يحصل له، وأنه لم يستطع الجمع بين الإيمان بالله وعبادته، فيظن أنه إن عبد الله انشغل عن معبوده1.

د ـ أن هذا الفناء فيه تعطيل للشرائع وفتح باب التهاون في الأعمال وتضييع الفرائض، ومعلوم ما في ذلك من مناقضة صريحة لدين الله.

3ـ فناء شركي إلحادي وهو الفناء فيه تعطيل عن وجود السّوى بحيث يرى أن وجود الخالق هو عين وجود المخلوق، وأنه واحد بالعين، وهذا قول أصحاب وحدة الوجود والاتحاد، وقد سبق مذهبهم وأنهم أضل عباد الله كما هو مذهب ابن عربي وابن سبعين وابن فارض والتلمساني وغيرهم.

وهؤلاء الملحدون أكفر من النصارى، حيث إنهم جعلوا اتحاد الله عاماً في جميع المخلوقات، وانصارى خصوه بعبده الذي اصطفاه وهو عيسى عليه السلام2. ولأن النصارى قالوا بالاتحاد بعد أن لم يكن الله متحداً بعبده فلما خلقه اتحد به واما هؤلاء فجعلوا الاتحاد أزلياً أبدياً.

4ـ العبارات المجملة عند مشائخ الصوفية:

ورد عن بعض مشائخ الصوفية عبارات مجملة محتملة هي:

1ـ أريد أن لا أكون.

2ـ أن العارف لا حظَّ له.

3ـ إنه يصير كالميت بين يدي الغاسل، ونحوها؛ فإن لها أحد احتمالين:

أـ إذا كان القائل من فضلاء الصوفية كعبد القادر الجيلاني وغيره فيحمل كلامه الأول على أنه لا يريد شيئاً إلا أن يكون مأموراً بإرادته3، وهذا معنى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015