شرح الرساله (صفحة 590)

لب بأرض ما تخاطها الغنم

أي: أقام.

وهذا قول الخليل بن أحمد، وأبي العباس ثعلب، وخلف الأحمر، وغيرهم.

والقول الآخر: إن معنى لبيك: إجابة لك يا رب.

هذا قول الغراء. قال: ونصب (لبيك) على المصدر، وثنى؛ لأنه أراد إجابة بعد إجابة.

والقول الثالث: أن معنى لبيك أي: اتجاهي إليك. وهو مأخوذ من قولهم: داري تلب دارك: أي: تواجهها.

والقول الرابع: أن معنى التلبية: المحبة؛ فقولهم: لبيك: معناه: محبتي إليك.

وأصل ذلك قولهم: امرأة لبة: إذا أحبت ولدها، وأشتد عطفها عليه.

ومنه قول الشاعر:

وكنتم كأم لبة طعن ابنها ... فما درت إليه بساعدي.

فأما معنى ما في الخبر: لبيك إن الحمد والنعمة لك:

فإنه يقال بكسر إن وفتحها؛ فمن كسر أراد الابتداء، ومن فتح أراد معنى التعليل؛ كأنه قال: لبيك وسعديك.

فقد اختلف في معنى "سعديك" على وجهين:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015