(فَهَذِهِ) الفاء هذه للاستئناف، للإخبار بأن الطريقة المذكورة (طَرِيْقَةُ الْمُنَاسَخَةْ) فهذه المذكور السابق الطريقة التي ذكرها الناظم بقوله ما سبق: (وَإِنْ يَمُتْ) طريقة المناسخة التي مات فيها من ورثة الأول ميت فقط ولم يمكنه فيها الاختصار قبل العمل، لأن هذه الحالة التي ذكرها المصنف حالة واحدة، (فَارْقَ) هذا أمر من رَقِيَ بكسر القاف يَرْقَى بفتحها بمعنى صَعَدَ يَصْعَدُ، وهي حقيقة في الصعود الحسي، والمراد هنا الصعود المعنوي، وهو على سبيل الاستعارة التبعية مجاز (فَارْقَ بِهَا) يعني اصعد ليس عندنا صعود هنا، إنما هو صعود معنوي فيكون مجازًا، فارق بها يعني: بهذه الطريقة رتبة (فَضْلٍ) يعني منزلة (فَضْلٍ) من قوله: فَضُلَ الرجل فَضْلاً صار ذا فَضْلٍ وفَضِيِلَة، ضد النقص وهو الكمال، (فَارْقَ بِهَا رُتْبَةَ فَضْلٍ) يعني منزلة فضلٍ، كمال وشرف (شَامِخَةْ)، (شَامِخَةْ) اسم فاعل صفة مخصص لأن رتبة الفضل تارة تكون شامخة، أي مرتفعة جدًا، وتارة تكون غير شامخة إن كان فيها أصل الكفاح، شامخة أي مرتفعة جدًا عالية، فالتفسير لمرتفعة. قال القرطبي رحمه الله تعالى: (شَمُخَ الْجَبل شُمُوخًا ارتفع)، شَمُخَ فَعُلَ، وسُمِعَ فيه شَمَخَ من باب دَخَلَ، لكن شُمُوخًا فُعُولاً وهذا من باب فَعُلَ، شَمُخَ الجبل شُمُوخًا ارتفع، والرجل بأنفه تكبر، والأنف ارتفع كبرًا، وأنوف شُمْخ جمع وجبال شوامخ. إذًا قوله:

فَهَذِهِ طَرِيْقَةُ الْمُنَاسَخَةْ ... فَارْقَ بِهَا رُتْبَةَ فَضْلٍ شَامِخَةْ

فيه بيان أن ما سبق إنما هو طريقة واحدة لطرق المناسخة، إذًا هذه هي الحالة الثالثة التي يذكرها الفرضيين وهي: ما إذا مات من ورثة الميت الأول ميت فقط واحد ولم يمكن الاختصار قبل العمل، ثم قد يكون من ورثة الميت الثاني من هو وارث من الأول، وقد يزيد، ويزيد قطعًا ويزيد عليهم ورثة ليسوا في الأول.

بقي الحالة الثانية والثالثة تأتي معنا إن شاء الله تعالى.

وصلَّى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015