هذه. قال الشارح: الأحكام التي ذكرتها. وأبى ذلك البيجوري وقال: هذه. أي: القواعد. وهذا أجود لأن كل ما سبق ليس أحكامًا ليس آحاد، وإنما هي قواعد وأصول لأنه يندرج تحتها ما لا حصر من المسائل. وهذا أولى، فهذه الفاء للتفريع، تفرع على ما سبق، والمناسب تفسير اسم الإشارة بالقواعد التي ذكرها ليظهر الإخبار عنه، والإخبار عنه بقوله: ... (جُمَلُ). والمعنى حينئذٍ فهذه هي القواعد المذكورة الجمل من الحساب، وأما تفسيره بالأحكام كما مشى عليه الشارح هنا فلا يناسب إلا بتقدير المضاف، أي: مدلول جمل، أو دالها، إما من المبتدأ أو من الخبر. فهذه فدال هذه، فهذه جمل دوال أو مدلول جمل. يعني: إما أن يقدر المضاف المحذوف بالمبتدأ أو في الخبر، فهذه أي القواعد السابقة (مِنَ الْحِسَابِ جُمَلُ)، جمل (مِنَ الْحِسَابِ)، (مِنَ الْحِسَابِ) هذا جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لجمل متقدمة عليه متقدمة، (جُمَلُ) هذا خبر المبتدأ، هذا مبتدأ و (جُمَلُ) خبرها، من ماذا تفيد؟ هل ذكر كل الحساب؟ بعض، إذًا من هنا للتبعيض، إذًا هذه بعض الحساب جمل من الحساب، بعض الحساب ليست كل الحساب، (جُمَلُ) جمع جملة، جُمَل بفتح الميم كما قال هنا: جمع جُمْلة بسكونها والجملة مرادفة للكلام [عند بعض النحاة الأكثر على هذا نعم لا] (?) الزمخشري ومن تبعه أن الجملة والكلام مترادفان، والصحيح أن الجملة أعم من الكلام، كل كلام الجملة لا تنعكس، وأعم منه عند بعضهم عند الكثير عند الجمهور. (فَهَذِهِ مِنَ الْحِسَابِ جُمَلُ)، (جُمَلُ) يعني قواعد فهذه من الحساب جمل، لا جمل على بابها، مجردة عن المثل (يَأْتِيْ) هذا صفة للجمل (يَأْتِيْ) العمل (عَلَى مِثَالِهِنَّ) يعني على طريقتهن. (الْعَمَلُ) هذا فاعل (يَأْتِيْ)، (الْعَمَلُ) في ماذا؟ في تصحيح الانكسار العمل في تصحيح الانكسار يأتي على مثالهن أي: تلك الجمل العمل في الانكسار على ثلاث فرق وعلى أربعةٍ من غير تطويلٍ، هذا جار ومجرور متعلق يقوله: (يَأْتِيْ)، يأتي (مِنْ غَيْرِ تَطْوِيْلٍ)، ويحتمل أنه تعلق بجمل يعني: له وجهان، من غير تطويل يعني: يأتي العمل على طريقتهن من غير تطويل، وهذا أحسن، (وَلاَ اعْتِسَافِ) هكذا في بعض النسخ اعتساف، وفي بعضهه: ولا إعساف، إعساف همزة قطع، اعتساف همزة وصل، اعتساف لأنه خماسي مصدر، اعتسف يعتسف اعتسافًا، أما إعساف مثا إكرام فالهمزة حينئذٍ تكون همزة قطع، [نعم أحسنت] بكسر الهمزة قال هنا: ولا اعتساف بكسر الهمزة، انظر هذا خطأ في الشرح، ولا اعتساف، ولا إعساف قال: بكسر الهمزة. ما يتأتى هذا إلا إذا كانت الهمزة هنا همزة قطع ولا إعساف. إذًا قوله: ولا إعتساف هذا خطأ. هكذا في بعض النسخ همزته وصل، وفي نسخة ولا إعساف بقطع الهمزة والشرح على هذا في الظاهر. قال في القاموس: عسف عن الطريق يعسف. من باب ضَرَبَ يَضْرِبُ عَسَفَ يَعْسِفُ مال وعدل فاعْتَسَفَ وتَعَسَّفَ. إذًا اعتسف اعتساف واعتاد بمعنى واحد، وأعسف سار بالليل خبط عشواء. ولذلك قال هنا: ولا اعتساف ولا إعساف بكسر الهمزة أي ركوب خلاف الطريق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015