وأحسنها, فإنها دائرة بين الفضل والحكمة والعدل (?).
و ((المجيد)): من صيغ المبالغة على وزن ((فعيل)): وأصل المجد: السعة, والكثرة, يقال: رجل ماجدٌ إذا كان سخياً، واسع العطاء، ويدلّ كذلك على الشرف, والرفعة, وعظم القدر, والشأن, والجلال (?).
وفي اقتران هذين الاسمين الكريمين يدل على معنى زائد في الكمال: ((لأن الواحد قد يكون منيعاً غير محمود، كاللص المتحصن وقد يكون محموداً غير منيع, أما المجيد, فهو من جمع بينهما, وكان منيعاً لا يرام، وكان في منعته حميد الخصال, جميل الأفعال)) (?)، فاستحق تعالى الحمد على مجده, لكماله، وسعة جلالة صفاته التي لا منتهى لها من الكمال والمجد.
ولما كانت الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي ثناء اللَّه تعالى، وتكريمه،
والتنويه به، ورفع ذكره, وزيادة حُبِّه وتقريبه كما تقدم, كانت مشتملة على الحمد والمجد, فكأن المصلي طلب من اللَّه تعالى أن يزيد في حمده ومجده, فإن الصلاة عليه هي نوع حمد له وتمجيد, هذا حقيقتها, فذكر في هذا المطلوب الاسمين المناسبين له, وهذا كما تقدم أن الداعي يُشرع له أن يختم دعاءه باسم من الأسماء الحسنى مناسب لمطلوبه، أو يفتتح دعاءه به، وتقدم أن هذا من قوله تعالى: