طلب ما ينفع الداعي، وطلب كشف ما يضره ودفعه)) (?).
وعُرِّف الدعاء كذلك بأنه: ((الرغبة إلى اللَّه - عز وجل -، أو إظهار غاية التذلل والافتقار إلى اللَّه، والاستكانة له)) (?)، وهناك تعريفات أخرى لا تخرج عن هذه المعاني، وكل ما ذكر يدخل في معنى الدعاء، الذي يدل: على معاني سمو في العبودية للَّه تعالى من التذلل والخضوع، والاستكانة والرغبة والرهبة، والتعلق في ظاهر العبد وباطنه بين يدي اللَّه تعالى، في مقام عظيم لا يعبر عنه إلا من لازمه، وذاق حلاوته.
كل دعاء ورد في كتاب اللَّه تعالى، وسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، فإنه يتناول نوعين اثنين: دعاء العبادة، ودعاء المسألة (?)، فإن الدعاء في القرآن يُراد به هذا تارة، وهذا تارة، ويُراد به مجموعهما (?).
قال العلامة ابن سعدي رحمه اللَّه: ((كل ما ورد في القرآن من الأمر بالدعاء والنهي عن دعاء غير اللَّه تعالى، والثناء على الداعين يتناول: دعاء المسألة، ودعاء العبادة، وهذه قاعدة نافعة، فإن أكثر الناس إنما يتبادر لهم من لفظ الدعاء والدعوة، دعاء المسألة فقط،