وإذا قلنا بأن الاستغاثة هي عبادة فما الدليل من الكتاب والسنة على أنها عبادة؟ لأن الأصل في العبادات التوقيف، ولا بد لها من دليل من الكتاب أو من السنة، فكل عبادة ثبتت بالشرع أنها عبادة فصرفها لغير الله شرك.
أما الدليل على أن الاستغاثة عبادة لله جل في علاه: فقد قال الله تعالى مادحاً عباده بأنهم يتقربون إليه بالوسيلة، وأيضاً قال ماناً عليهم بكرمه وبحوله سبحانه جل في علاه: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} [الأنفال:9] لأنكم تضرعتم وتذللتم واستغثتم بربكم، فقد أتيتم بما عليكم من التذلل، {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} منة وكرماً منه جل في علاه.
أما من السنة: ففي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال -وهو يخطب بالناس-: (اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا).
وهذه سنة فعلية تبين أن الاستغاثة عبادة قولية وفعلية، فهي فعل من النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً.
فإذا ثبت أن الاستغاثة عبادة فصرفها لله توحيد وصرفها لغير الله شرك.