قَوْلهَا: " وَتصدق الحَدِيث، وَتحمل الْكل ":
يُقَال: صدق فِي الحَدِيث، وَصدق الحَدِيث.
وَالْكل: الثّقل من كل شَيْء فِي الْمُؤْنَة والجسم يُقَال: ألْقى فلَان على كُله أَي ثقله قَالَ الله تَعَالَى: {وَهُوَ كل على مَوْلَاهُ} أَي ثقل وعيال على وليه وَهُوَ الَّذِي لَا يُغني نَفسه عَن قَائِم بمصالحها، أَرَادَت خَدِيجَة أَنه - صلى الله عليه وسلم - يعين الضَّعِيف الْعَاجِز عَن نَفسه، أَو تَعْنِي أَنه - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يتكفل بِأُمُور تشق على حامليها.
قَالَ الْقَزاز: وَيجوز أَن يكون قَوْلهَا: " وَتحمل الْكل " أَي تقوم باليتيم لِأَن الْعَرَب تجْعَل الْكل الْيَتِيم وَمِنْه قَول الشَّاعِر يذم رجلا:
(أكول لمَال الْكل قبل شبابه ... إِذا كَانَ عظم الْكل غير شَدِيد)
قَالَ القَاضِي عِيَاض: " الْكل هُنَا بِفَتْح الْكَاف الثّقل، وَقيل: أَرَادَ بِهِ الضَّعِيف. وَقَالَ بَعضهم: أَرَادَ بِهِ الْيَتِيم وَالْمُسَافر وَهُوَ الَّذِي أَصَابَهُ الكلال ".