الْفِقْه، وَبَعْضهمْ فِي التَّمْيِيز مَعَ الْمُشَاركَة كل فريق للباقين بِمَا لم يبرز فِيهِ، (وَلِهَذَا جَاءَ عَن أبي عبيد الْقَاسِم بن سَلام أَنه قَالَ: " انْتهى علم الحَدِيث فِي زَمَاننَا إِلَى أَرْبَعَة: أَحْمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين وَعلي بن الْمَدِينِيّ وَأبي بكر بن أبي شيبَة، ثمَّ وصف أَحْمد بِأَنَّهُ أفقههم فِيهِ، وَوصف يحيى بِأَنَّهُ أعلمهم بِصَحِيح الحَدِيث وسقيمه، وَوصف ابْن الْمَدِينِيّ بِأَنَّهُ أعلمهم بِهِ أَي يعلله، وَوصف أَبَا بكر بِأَنَّهُ أحفظهم لَهُ ".
قَالَ يحيى بن أبي بكير: " قيل لِسُفْيَان الثَّوْريّ، إِلَى مَتى تطلب الحَدِيث؟ قَالَ: وَأي خير أَنا فِيهِ خير من الحَدِيث فنصير إِلَيْهِ - يَعْنِي بَدَلا من الحَدِيث - إِن الحَدِيث خير عُلُوم الدُّنْيَا، وَإِن نور الْآخِرَة الحَدِيث ".
قَالَ مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن بن مهْدي: سَمِعت أبي يَقُول: " رَأَيْت سُفْيَان الثَّوْريّ فِي الْمَنَام فَقلت: أَي شَيْء وجدت أفضل؟ قَالَ: الحَدِيث ".
(وَجَاء عَن ابْن الْمُبَارك وَغَيره: مَا أعلم شَيْئا أفضل من طلب الحَدِيث لمن أَرَادَ الله بِهِ ".
وَقَالَ وَكِيع: " لَوْلَا أَن الحَدِيث أفضل عِنْدِي من التَّسْبِيح مَا حدثت ".