وَمِنْهَا أَن يكلمهُ الله تَعَالَى من وَرَاء حجاب، وَذَلِكَ على ضَرْبَيْنِ:

أَحدهمَا: فِي الْيَقَظَة وَهُوَ أَعلَى دَرَجَات الْوَحْي، كَمَا كَلمه فِي لَيْلَة الْإِسْرَاء قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: " فَأوحى إِلَيّ مَا أوحى، فَفرض عَليّ خمسين صَلَاة ".

فَقيل: كَانَ ذَلِك بِلَا وَاسِطَة، وَقيل: بِوَاسِطَة، وَأما مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فقد اخْتصَّ بِتَكْلِيم الله إِيَّاه بِلَا وَاسِطَة.

وَالثَّانِي: أَن يكلمهُ فِي النّوم كَمَا فِي حَدِيث معَاذ الَّذِي خرجه التِّرْمِذِيّ، قَالَ: " أَتَانِي رَبِّي فِي أحسن صُورَة فَقَالَ: فيمَ يخْتَصم الْمَلأ الْأَعْلَى؟ فَقلت: لَا أَدْرِي، فَوضع كَفه بَين كَتِفي فَوجدت بردهَا بَين ثندوني، وتجلى لي علم كل شَيْء ".

هَذِه الْوُجُوه السِّتَّة من كَيْفيَّة الْوَحْي إِلَى النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - ذكرهَا السُّهيْلي وزدتها أَنا بَيَانا وإيضاحا.

ثمَّ ذكر وَجها آخر وَجعله سابعا فَقَالَ: " قد بَينا الطّرق الصِّحَاح عَن عَامر الشّعبِيّ أَن رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - وكل بِهِ إسْرَافيل عَلَيْهِ السَّلَام، فَكَانَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015