وَمعنى الرِّوَايَتَيْنِ المذكورتين: فزعت، كَمَا تفسر فِي الحَدِيث من بعض رِوَايَة البُخَارِيّ: " فَرُعِبْت " مَكَان " جئثت ".

قَالَ الْكسَائي: المجؤوث والمجثوث المذعور الْفَزع.

وَلم نقيده عَن شُيُوخنَا بِالْحَاء الْمُهْملَة فِي " مُسلم " لكنه وَقع كَذَلِك للقابسي فِي مَوضِع فِي " البُخَارِيّ " وَفَسرهُ ب: " أسرعت "، وَلَا يَصح مَعْنَاهُ وَكَيف يَصح تَفْسِيره ب " أسرعت " وَهُوَ قد قَالَ فِي الحَدِيث: " حَتَّى هويت إِلَى الأَرْض " أَي سَقَطت من الْفَزع، فَكيف يجْتَمع السُّقُوط والإسراع ".

قلت: يُمكن أَن يكون مَا زَالَ يسْرع حَتَّى أعيا فَسقط وَهَذَا ظَاهر.

وَقد روى الحَدِيث أَيْضا يحيى بن أبي كثير، عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن قارظ بدل أبي سَلمَة، عَن جَابر وَقَالَ فِيهِ: " فحثثت مِنْهُ أَو كلمة تشبهها ".

قلت: فَيحْتَمل أَن يكون: " فجثيت مِنْهُ " بعد الْجِيم الْمَفْتُوحَة ثاء مُثَلّثَة ثمَّ يَاء مثناة من تَحت من غير همز، يُقَال: جثا على رُكْبَتَيْهِ يجثو ويجثي جثوا أَو جثيا.

ثمَّ قَالَ القَاضِي: " وَقَالَ بَعضهم: صَوَابه: أهويت، وَقد جَاءَ كَذَا فِي مَوضِع فِي: البُخَارِيّ " وَهُوَ أشهر وَأَصَح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015