وقول الآخر:
إنّي زعيمٌ يانو ... يقَةُ إنْ أمِنْتِ من الرَّزاح
ونجوْتِ من عَرَض المنُو ... نِ من الغُدوّ إلى الرواحِ
ومنها قول بعض الطائيين:
من الآن قد أزمعتُ حِلْمًا فلن أُرى ... أغازل خَوْدا أو أذوقُ مداما
ومنه:
ألِفتُ الهوى من حين أُلْفيتُ يافِعا ... إلى الآن مَمْنوًّا بواشٍ وعاذِلِ
ومثله:
ما زلت من يوم بِنتُم والهًا دَنِفا ... ذا لوعةٍ، عيشُ مَن يُبْلى بها عَجَبُ
وتكون "مِن" أيضا لابتداء الغاية في غير مكان ولا زمان، كقولك: قرأت من أوّل سورة البقرة إلى آخرها، وأعطيت الفقراء من درهم إلى دينار، ولذلك قلت: "لابتداء الغاية مطلقا" ولم أقل في الزمان والمكان. وأشار سيبويه إلى هذا فقال: "وتقول إذا كتبت كتابا: من فلان إلى فلان، فهذه الأسماء سوى الأماكن بمنزلتها" هذا نصه.
ومجيء من التبعيض كثير كقوله تعالى (خلق كلَّ دابّة من ماءٍ فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم مَن يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع).