صيغته وإن زال معها الصيغة الأصلية فإن المعنى معها باق ومتضاعف بالجمعية، لأن جمع الشيء بمنزلة ذكره متكررا بعطف، فلذلك منع التصغير إعمال المصدر وإعمال اسم الفاعل، ولم يمنع الجمع إعمال المصدر ولا إعمال اسم الفاعل، لأن إعمال اسم الفاعل كثير. فكثرت شواهد إعماله مجموعا، وجمع المصدر قليل فقلت شواهد إعماله مجموعا، فمنها قول علقمة:

وقد وعدتْكَ موعدًا لو وَفَتْ به ... مواعِدَ عُرقُوب أخاه بيَثْرب

فنصب أخاه بمواعد وهي جمع موعد بمعنى وعد. ويروى: كموعودٍ عرقوب أخاه. وموعود هذا أحد المصادر الجائية على وزن مفعول. ويروى: مواعيد، على أنه جمع ميعاد بمعنى وعد. ومنه قول العرب: تركته بملاحس البقر أولادها، أي بموضع ملاحس، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه. والملاحس جمع ملحس بمعنى لحس. ومنها قول ابن الزبير الأسدي:

كأنك لم تُنْبأ ولم تكُ شاهدا ... بلائي وكرّاتي الصَّنيعَ ببَيْطَرا

ومنه قول أعشى قيس، يمدح هوذة بن علي الحنفي:

قد حمّلوه فتيَّ السنّ ما حملتْ ... ساداتُهم فأطاقَ الحملَ واضْطَلعا

وجرّبوه فما زادتْ تجاربُهم ... أبا قدامةَ إلّا الحزمَ والفَنَعا

وله أيضا:

إنّ عداتِك إيّانا لآتيةٌ ... حقّا وطيّبةٌ ما نفسٌ بموعود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015