مغيرا نظم الواحد ومحدثا فيه معنى غير لائق بالفعل وهو معنى الموصوفية، فإن معنى قولك ضويرب: ضارب صغير. والجمع وإن غير نظم الواحد فليس محدثا في المجموع معنى لا يليق بالفعل، لأن الجمع بمعنى العطف، فإن معنى قولك ضُرّاب: ضارِب وضارِب وضارِب والعطف لائق بالفعل. فلذلك امتنع عمل اسم الفاعل بالتصغير دون التكسير. وأما التثنية وجمع التصحيح فحقيقان بأن يبقى العمل معهما، لأنهما يساويان جمع التكسير في تضمن معنى العطف ويفوقانه بأنهما لم يغيرا نظم الواحد.
ويساوي اسم الفاعل العامل بالشروط المذكورة في إفراد وغيره ما قُصد به المبالغة من موازن: فعّال وفَعول ومِفعال، كقول مَن سمعه سيبويه يقول: أمّا العسلَ فأنا شرّاب، وكقول الشاعر:
أخا الحَرْبِ لبّاسًا إليها جِلالَها ... وليسَ بوَلّاج الخلائفِ أعْقلا
وكقول الآخر:
هَجُومِ عليها نَفْسَه غير أنّه ... متى يُرْمَ في عينيه بالشَّبْح ينهضِ
وكقول الآخر:
عشيةَ سُعْدى لو تراءَتْ لراهِب ... بدُومة تَجْدٌ دونَه وحَجيجُ
قلى دينَه واهتاجَ للشَّوق إنها ... على الشَّوقِ إخوانَ العزاءِ هيوجُ
وكقول بعض العرب: إنه لَمِنْحار بوائكها وكقول الشاعر: