فلم أر مثل الحيّ حيّا مُصَبَّحا ... ولا مثلَنا يومَ الْتقينا فَوارسا
أكرَّ وأحمى للحقيقة منهم ... وأضْربَ منّا بالسِّيوفِ القوانِسا
ومثله قول الآخر:
فما ظفرتْ نفسُ امرئٍ يبتغي المنى ... بأبْذَلَ مَن يَحيى جزيل المواهب
ومنه قوله تعالى: (اللهُ أعلمُ حيثُ يجعلُ رسالتَه) فحيث هنا ليس بظرف، وإنما هو مفعول به وناصبه فعل مدلول عليه بأعلم، والتقدير: الله أعلم يعلم مكان جعل رسالاته. وأجاز بعضهم أن يكون أعلم مجردا عن التفضيل ويكون هو العامل. وتعلق حروف الجر بأفعل التفضيل على نحو ما تعلق بأفعل التمعجب به فيقال زيد أرغب في الخير من عمرو، وعمرو أجمع للمال من زيد، ومحمد أرأف بنا من غيره، وكذلك ما أشبهه.