سليم، ما أحسن في الهيجاء لقاءها، وأكرم في اللزبات عطاءها، وأثبت في المكرمات بقاءها، وروي أن عليا رضي الله عنه مرّ بعمّار فمسح التراب عن وجهه وقال: أعزز عليّ أبا اليقظان أن أراك صريعا مجدلا، ففصل بين أعزز وأن أراك بعَلَيّ و"أبا اليقظان". وهذا مصحح الفصل بالنداء. ومن النظم قول بعض الصحابة رضي الله عنهم:
وقال نبيُّ المسلمين تقَدّموا ... وأحْبِبْ إلينا أن تكون المُقَدَّما
ومنه قول الآخر:
أقيم بدار الحزم ما دام حزمُها ... وأحْر إذا حالتْ بأنْ أتحوّلا
ومنه قول الآخر:
فصدّتْ وقالتْ بل تريد فَضيحتي ... وأحْبِبْ إلى قلبي بها مُتَغضّبا
ومنه قول الآخر:
خليليّ ما أحرى بذي اللُّبِّ أنْ يُرى ... صَبورا ولكن لا سبيلَ إلى الصبر
ومنه قوله:
حلُمت وما أشفى لمَن غِيظ حلْمَه .. فآضَ الذي عاداكَ خِلّا مُواليا
وأما صحة هذا الفصل قياسا فمن قبل أن الظرف والجار والمجرور مغتفر الفصل بهما بين المضاف والمضاف إليه مع أنهما كالشيء الواحد، فاعتبار الفصل بهما بين فعلى التعجب والمتعجب منه وليسا كالشيء الواحد أحق وأولى. وأيضا فإن بئس أضعف من فعل التعجب وقد فصل بينه وبين معموله بالجار والمجرور في قوله تعالى