بين مَن أثرى ومَن أقتر، فحذفت مَن وهي نكرة موصوفة مضافة إليها وأقيمت الصفة مقامها. وقد يحذف الموصوف وصفته فيبقى ما يتعلق بهما كقوله:
بئس مقامُ الشيخِ أمرِسْ أمرِسِ ... إمّا على قَعْوٍ وإمّا اقْعَنْسَسِ
أراد بئس مقام الشيخ مقام مقول فيه "أمرس أمرس". وإن كان الفاعل مذكر اللفظ والمخصوص مؤنث جاز أن يقال نعمت وبئست مع كون الفاعل عاريا من التأنيث، لأنهما في المعنى شيء واحد، إلا أن ترْك التاء أجود كقوله تعالى: (نعم الثوابُ) ولو قيل نعمت الثواب الجنة [كان] جيدا كقول الشاعر:
نعمتْ جزاءُ المتّقينَ الجنَّة ... دارُ الأماني والمُنى والمنَّة
ومثله:
أو حرةٌ عيْطلٌ ثبْجاءٌ مُجْفرةٌ ... دعائم الزّور نعمتْ زورقُ البَلَد
ومثله:
نعمتْ كساء الضجيع سهلة فضلة ... غرّاءُ بهكنةٌ شنباءُ عُطبُولُ
ص: "وتلحق ساء يئس، وبها وبنعم فَعُل موضوعا أو محوّلا من فعَل أو فعِل مضمنا تعجبا. ويكثر انجرار فاعله بالباء، واستغناؤه عن الألف [واللام]، وإضماره على وفق ما قبله".
ش: يقال ساء الرجل أبو لهب، وساءت المرأة حمّالة الحطب، وساء رجلا هو وساءت امرأة هي، بإجراء "ساء" مجرى بئس في كل ما ذكر، ولذلك استغنى