ولا صفة، فكان حقه ألا يجمع على هذا الجمع، كما لم يجمع عليه آل، لكن أهلا استعمل استعمال "مستحق" في قولهم: هو أهل كذا، وأهل له، فأجرى مُجراه في الجمع، قال الله تعالى (شغلتنا أموالنا وأهلونا) و (من أوسط ما تطعمون أهليكم) وقال النبي صلى الله عليه وسلم "إن لله أهلين من الناس" ومثله قول الشاعر:
وما رَحِمُ الأهلين إنْ سالموا العِدا ... بمجديةٍ إلا مضاعفةَ الكرب
ولكن أخو المرء الذين إذا دعا ... أجابوا بما يرضيه في السلم والحرب
ومثل أهلين في مخالفة القياس جمع مرء على مَرئين في قول الحسن البصري رضي الله عنه: أحسنوا أملاءكم أيها المرْءُون، ولم يُقل في رجل رجلون.
أما أرَضون فخلوه من شروط هذا الجمع ظاهر، لأنه جمع أرض، وهو اسم جنس جامد مؤنث دال على ما لا يعقل، إلا أن هذا النوع من الجمع قد صار عندهم دليلا على ما يستعظم ويتعجب منه، لأن أعجب الأشياء ذو العقل، فألحق به في هذا الجمع الأشياء العجيبة في نفع أو ضر، تنبيها على مرتبتها واستعظامها، وبذا علل الفراء "عليين" وقول العرب: أطعمنا مَرَقة مَرَقيْن. ويؤيد هذا الاعتبار في أرضين حسن وروده في مقام التعجب والاستعظام كقول الشاعر:
وأيَّة بلدةِ إلا أتينا ... من الأرَضين تعلمه نِزار
وكقول الآخر: