والثاني كقول الآخر:
تؤمُّ سِنانا وكم دونَه ... من الأرض مُحْدَوْدِبًا غارُها
ولو كان الفاصل ظرفا أو جارا ومجرورا لجاز النصب والجر، إلا أن الجر مخصوص بالشعر، كقول الشاعر:
كم دون مية موماة يُهال لها ... إذا تيممها الخريت ذو الجلد
وكقول الآخر:
كم بجود مقرفٍ نال العلا ... وكريمٍ بخله قد وضعه
وربما نصب مميز الخبرية متصلا بها، وزعم بعضهم أنه لغة تميم. ومنه قول الفرزدق:
كم عمةَ لك يا جريرُ وخالةً ... فدْعاءَ قد حلبتْ عليَّ عِشاري
فصل: ص: لزمت كم التصدير وبنيت في الاستفهام لتضمنها معنى حرفه، وفي الخبرية لشبهها بالاستفهامية لفظا ومعنى. وتقع في حالتيها مبتدأ ومفعولا ومضافا إليها وظرفا ومصدرا.
ش: أداة الاستفهام منبهة للمستفهم ومؤذنة بحاجة المستفهم إلى إبداء ما عنده، فنزلت مما في خيرها منزلة حرف النداء من المنادى في استحقاق التقدم، فلذلك امتنع