الشاعر:
رأيتُك لمّا أنْ عرفتَ وُجوهَنا ... صدَدْتَ وطِبتَ النفسَ ياقيسُ عن عمرو
أراد: وطبت نفسا. ومثله قول الآخر:
على مه مُلئت الرعبَ والحربُ لم تقِد ... لظاها ولم تُستعمل البيضُ والسُّمْرُ
أراد: ملئت رعبا، فزاد الألف واللام. كما زيدتا في رواية البغداديين أن مِن العرب مَن يقول: قبضت الأحدَ عشر درهما، ومَن يقول: قبضت الأحد العشر الدرهم. وكما زيدتا مع المضاف فيما أنشد أبو علي من قول الشاعر:
تُولي الضجيعَ إذا تنبّه مَوْهِنا ... كالأقْحُوانِ من الرَّشاشِ المُسْتقِي
أراد من رشاش المستقي. وقد يرد مميز الجملة مضافا إلى معرفة كقول العرب: غُبن فلان رأيَه، ووجِع بطنَه، وإلم رأسَه. وفيه توجيهات: أحدها أن تجعل الإضافة فيه منوية الانفصال ويحكم بتنكير المضاف، كما فُعل في قولهم: كم ناقة وفصيلها لك، فقدّر بكم ناقة وفصيلا لها، وكما فعل سيبويه في قوله: كل شاةٍ وسخلتها بدرهم، فقال: "وإنما يريد كل شاة وسخلة لها بدرهم".
وحكى عن بعضهم: هذه ناقة وفصيلها راتعان، على تقدير هذه ناقة وفصيل لها راتعان. ثم قال: "والوجه كل شاة وسخلتها بدرهم، وهذه ناقة وفصيلها راتعين، لأن هذا كثر في كلامهم وهو القياس. والوجه الآخر قاله بعض العرب".