المخرج تقديرا. ومن المخرج تقديرا قولك لأفعلنّ كذا وكذا إلا حلُّ ذلك أن أفعل كذا وكذا مثل به سيبويه. ثم قال: فإن أفعل كذا وكذا بمنزلة فعل كذا وكذا (وهو مبنيّ) على، حِلّ، وحِلّ مبتدأ كأنه قال ولكن حلّ ذلك أن أفعل كذا وكذا.
قال السيرافي: إلا بمعنى لكن، لأن ما بعدها مخالف لما قبلها، وذلك أن أقوله والله لأفعلنّ كذا وكذا عقد يمين عقده على نفسه، وحلّه إبطاله ونقضه، فكأنه قال عليّ فعل كذا معقودا، لكن إبطال هذا العقد فعل كذا.
قلت وتقدير الإخراج في هذا أن يجعل قوله لأفعلنّ كذا بمنزلة لا أرى لهذا العقد مبطلا إلا فعل كذا، فهذا الاستثناء منقطع عمله. وجعل ابن خروف من هذا القبيل: (لست عليهم بمصيطر إلّا مَن تولّى وكفر فيُعذِّبه الله). على أن يكون "من" مبتدأ، ويعذبه الله خبر، ودخلت عليه الفاء لتضمن المبتدأ معنى الجزاء، وجعل الفراء من هذا قراءة بعض السلف: (فشَرِبوا منه إلا قليلٌ منهم) على تقدير إلا قليل منهم لم يشربوا واستحسن ابن خروف هذا الوجه.
قلت: ومن هذا النوع قوله صلى الله عليه وسلم: "ما للشيطان من سلاح أبلغ من النساء إلا المتزوّجون أولئك المطهّرون المبرّءون من الخنا" ويمكن أن يكون من هذا قراءة ابن كثير وأبي عمرو "إلّا امرأتُك إنّه مُصيبها ما أصابهم" على أن تكون