وإن كان ما وليها غُدْوة جاز الجر على القياس، والنصب على التمييز، أو على إضمار كان مضمَرا فيها اسمها كما قال سيبويه في قول الراجز:

من لدُ شَوْلًا فإلى إتْلائِها

وحكى الكوفيون رفع غدوة على تقدير لدن كان غدوة، وكل ذلك منبّه عليه. ومثال نصب "غُدْوة" قول الشاعر:

وما زالَ مُهْرِي مَزْجَرَ الكلب منهم ... لدُنْ غُدوةً حتى دَنتْ لغُروب

ثم بيّنت أن "لدى" لا ترادفَها، بل ترادف عند، صرّح بذلك سيبويه. ثم بيّنت أن ألفَ لدى تقلب ياء مع المضمر وتسلم مع الظاهر كما يفعل بألف إلى وعلى، وقرنت بذلك "غالبا" ليعلم أن بعض العرب يستغني عن هذا القَلْب مع المضمر كما يستغني عنه الجميع مع الظاهر، ومن ذلك قول الشاعر:

إلاكُم يا خُناعَةُ لا إلانا ... عَزا الناسُ الضراعةَ والهوانا

فلو بَرّتْ عقولُكم نُصِرْتم ... فإن دواءَ دائكم لدَانا

وذلكم إذا واثقتمونا ... على قصْر اعتمادكم عَلانا

أراد إليكم لا إلينا، ولدينا وعلينا.

ومن الظروف العادمة التصرف "مَعَ" وهي اسم لمكان الاصطحاب أو وقته على حسب ما يليق بالمصاحب. ويدل على اسميته دخول مِن عليه في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015