بعضهم يجعلها ظرف مكان، وأن بعضهم يجعلها زائدة والمختار عندي الحكم بحرفيّتها. وقد حدث لـ"بَيْن" إذ قيل فيها: بينما الاختصاص بالزمان والظرفية والإضافة إلى الجمل. وقد تضاف بينا إلى مصدر كقوله:
بَيْنا تعنّقه الكماة وروغه ... يومًا أُتِيحَ له كمِيّ سَلْفَعُ
ويروى تعنّقه بالرفع على الابتداء والخبر محذوف.
ص: ومنها إذا للوقت المستقبل مضمنة معنى الشرط غالبا، لكنها لما يُتيقن كونُه أرجحُ بخلاف إنْ، فلذلك لم تجزم إلا في شعر، وربما وقعت موقع إذ، وإذ موقعها، وتضاف أبدا إلى جملة مصدّرة بفعل ظاهر أو مقدر قبل اسم يليه فعل، وقد تُغني ابتدائية اسم بعدها عن تقدير فعل وفاقا للأخفش. وقد تفارقها الظرفية مفعولا بها أو مجرورة بحتى، وتدل على المفاجأة حرفا لا ظرف زمان خلافا للزجاج ولا ظرف مكان خلافا للمبرد، ولا يليها في المفاجأة إلا جملة اسمية. وقد تقع بعد بينا وبينما".
ش: يدل على اسمية إذا أن فيها ما في إذ من الدلالة على الزمان دون تعرّض لحدَث، ومن الإخبار بها مع دخولها على الأفعال نحو قولك: راحة المؤمن إذا دخل الجنة. ومن وقوعها بدلا من اسم صريح نحو أكرمك الله غدا إذا جئتني. ومن وقوعها مفعولا به كقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: "إني لأعلم إذا كنت عنّي راضية، وإذا كنت عليّ غَضبَى" وانفردت بدخول حتى الجارة عليها كقوله تعالى: (حتّى إذا جاءوها) كما انفرد "إذْ" بلحاق التنوين والإضافة إليها.