عمرو، وأنها تبدل من اسم نحو رأيتك أمس إذ جئت، وأنها تنون في غير ترنم.

ويضاف إليها بلا تأويل نحو (يومئذ تُحَدِّثُ أخبارَها) وأنها تقع مفعولا بها نحو قوله تعالى: (واذكُروا إذ أنتم قليلٌ مُسْتَضْعفون في الأرض).

ولبنائها سببان كل واحد منهما كاف لو انفرد، أحدهما وضعها على حرفين لا ثالث لهما بوجه.

الثاني لزوم افتقارها إلى جملة أو عِوَض منها وهو التنوين اللاحق في نحو يومئذ وحقّ تنوين العوض أن يكون عوضا من بعض كلمة: كتنوين يُعَيل مصغّر يَعْلَى فإنه عوض من لام الكلمة، وكتنوين جندل فإنه عوض من ألف جنادل، فلما كانت الجملة التي يضاف إليها إذ بمنزلة الجزء منها، وحذفت عوملت في التعويض منها معاملة جزء حقيقي، وفعل بذال "إذ" مع هذا التنوين ما فُعل بهاء صه مع تنوين التنكير فقيل إذٍ كما قيل صَهٍ. وزعم الأخفش أن كسرة إذ كسرة إعراب بالإضافة، وأظن حامله على ذلك أنه جعل بناءها ناشئا عن إضافتها إلى الجملة، فلما زالت من اللفظ صارت معربة. وردّ بعض النحويين عليه بقول العرب: كان ذلك إذٍ، بالكسر دون مضاف إلى إذ، ولم يغفل الأخفش هذا، بل ذكره وأنشد:

نَهْيتكَ عن طِلابِكَ أمَّ عَمْرو ... بعافيةٍ وأنت إذٍ صحيحُ

ثم قال: أراد وأنت حينئذ صحيح، فحذف المضاف وأبقى الجر. وهذا منه غير مرضيّ لأن المضاف لا يُحذف ويبقى الجر به إلا إذا كان المحذوف معطوفا على مثله كقولهم: ما مثل أبيك وأخيك يقولان ذلك و"ما كل بيضاءَ شحمة، ولا سوداء تمرة"، فحذف "مثل" المضاف إليه أخيك، و"كل" المضاف إلى سوداء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015