ومن الظروف التي لا تتصرف ما ركب نحو خمسة عشر كقولك فلان يتعهّدنا يومَ يومَ وصباحَ مساءَ أي كل يوم وكل صباح ومساء، فمثل هذا لا يستعمل إلا ظرفا. ومنه قول الشاعر:

ومَن لا يَصْرِف الواشينَ عنه ... صباحَ مساءَ يضنوه خبالا

ومثله قول الآخر:

آت الرزقُ يومَ يومَ فأجْملْ ... طَلَبا وابْغِ للقيامة زادا

فلو أضيف صدره إلى عجزه جاز استعماله ظرفا وغير ظَرف فمثال استعماله ظَرفا قول الشاعر:

ما بالُ جهلِك بعد الحِلْم والدّين ... وقد علاك مَشيبٌ حينَ لا حينِ

أنشده سيبويه وقال: إنما هو حينَ حين، "ولا بمنزلة" "ما" إذا ألغيتَ. ومثال استعماله غير ظرف قول الآخر أنشده سيبويه أيضا:

ولولا يومُ يومٍ ما أرَدْنا ... جَزاءكَ والقُروضُ لها جزاءُ

واعلم أنّ من الظروف التي لا تتصرف ذُو وذات مضافين إلى وقت كقولهم لقيته ذا صباح وذات مرّة وذات مرّة وذات يوم أو ليلة. وهذا النوع عند غير "خَثْعَم" لا يستعمل إلا ظرفا، وقد يستعمل عند خثعم غير ظرف كقول بعضهم:

عَزَمتُ على إقامةِ ذي صباح ... لأمْرٍ ما يُسَوَّدُ مَن يَسُودُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015