ولذلك خطِّئ من حَمَل قول المتنبي:

هذي بَرزْتِ لنا فهجْت رَسيسا

على أنه أراد هذه البَرزة بَرزتِ، لأن مثل ذلك لا تستعمله العرب.

وقد يُقام مقام المصدر المبيّن زمان مضاف إليه المصدر تقديرا كقول الشاعر: ألم تغتمض عيناك ليلةَ أرْمَدا

أراد ألم تغتمض عيناك اغتماض ليلة أرمد، فحذف المصدر وأقام الزمان مقامه، كما عكس من قال: كان ذلك طلوعَ الشمس، إلا أن ذلك قليل وهذا كثير. ومن قيام النوع مقام المصدر قول الشاعر:

على كلِّ موّارٍ أفانينُ جِرْيه ... شاوٍ لأبْواعِ الجمالِ الرَّواتِكِ

ومن قيام الصفة مقامه قول الآخر:

وضابغٌ أنْ جرى أيّا أردْتَ به ... لا الشَّدُّ شَدٌّ ولا التقريبُ تقريبُ

أي لا الشد شد معتاد ولا التقريب تقريب معتاد، بل هما خارقا العادة.

والصحيح في المصدر الموافق معنى لا لفظا كونه معمولا لموافقه معنى، فحلفة من قوله وآلت حلفة لم تحلّل منصوب بآلت لا بحلفت مقدرا لعدم الحاجة إلى ذلك؛

طور بواسطة نورين ميديا © 2015