ومثال غلامَه ضرب زيدٌ قول الشاعر:
رأيَه يَحمدُ الذي ألفَ الحزْ ... مَ ويشْقى بسعيه المغرورُ
ومثال غلام أخيه ضرب زيد قول الآخر:
شر يومَيْها وأغواه لها ... رَكِبتْ عَنْزٌ بِحِدْج جَمَلا
ومثال ما أراد أخذ زيد قول الشاعر:
ما شاء أنشأ ربّي والذي هو لم ... يشأ فلستَ تراه ناشئا أبدا
ومثال ما طعامَك أكل إلا زيد قول الشاعر:
ما المرءَ ينفعُ إلا ربُّه فعلا ... مَ تُستمالُ بغير الله آمالُ
ولا يوقع فعل مضمر متصل على مفسّره الظاهر نحو زيدا ضرب، على أن يكون زيد ضرب نفسه فيسندض رب غلى ضمير يفسره لفظ زيد منصوب به، فلا يجوز هذا، لأن جوازه يستلزم توقف مفهومية ما لا يُستغنى عنه وهو الفاعل على مفهومية ما يُستغنى عنه وهو المفعول.
فلو كان الفاعل ضميرا منفصلا جاز إيقاع فعله على مفسره الظاهر نحو ما ضرب زيدا إلا هو، لأن الضمير المنفصل فيما نحن بسبيله مقدر قبل ظاهر مبدل منه الضمير، فتقدير ما ضرب زيدا إلا هو: ما ضرب زيدا أحدٌ إلا هو، فقيام الضمير المنفصل مقام الظاهر المقدّر سَهَّلَ إيقاعَ فعلِه على مفسره الظاهر فحُكِم بالجواز. وقد يُوقَع فعل ضمير متصل على مضاف إلى مفسر الضمير نحو غلام هند ضَرَبتْ، ففاعل ضَرَبَتْ ضمير هند وجاز هذا لأنه في تقدير ضربتْ هند غلامَها، ومثله قول الشاعر:
أجَلَ المرء يَسْتحثُّ ولا يَدْ ... رِي إذا يبتغي حصولَ الأماني