الشاعر:

فمتى واغِلٌ ينبهم يُحَيُّو ... هُ وتُعْطف عليه كأسُ السَّاقي

وزعم بعض الكوفيين أن تأخر المسند لا يخل برفعه المسند إليه، واستدل من ذهب إلى هذا بقول امرئ القيس:

فَقِلْ في مَقيل نَحْسُهُ مُتَغيبِ

وبقول الزباء: ما للجمالِ سَيْرُها وَئيدا

وزعم أن التقدير: فقل في مقيل متغيِّب نحسُهُ. وما للجمال وئيدا سيرُها.

والجواب عن الأول من وجهين: أحدهما أن يكون قائله أراد نخسه متغيّبي بياء المبالغة كقولهم في أحمر: أحمريّ، وفي دَوّار دَوّاريّ، وخفف الياء في الوقف كما قال الآخر في إحدى الروايتين:

زَعم الغُداف بأن رحلتنا غدا ... وبذاك خَبَّرَنا الغُدافُ الأسودي

لا مرحبا بغد ولا أهلًا به ... إنْ كان تفريقُ الأحبَّة في غَد

ويُروى: الغُداف الأسودُ على الإقواء.

والثاني أن "مقيلا" اسم مفعول من قِلْتُه بمعنى أقلته، أي فسخْت عقد مُبايعته، فاستعمله في موضع متروك مجازا، وهو قول ابن كيسان.

والجواب عن الثاني بأن يجعل سيرها مبتدأ ويضمر خبر ناصب وئيد. كأنه قال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015