نُبِّئْت زُرْعةَ والسَّفاهةُ كاسمها ... يهدى إليّ غرائب الأشعار
وبنحو قول الحارث بن حلزة اليشكري:
أو منعتم ما تُسألون فمن حِدِّثْتَموه له علينا العلاءُ
وبقول الآخر:
وخُبِّرتْ سوداء الغميم مريضةً ... فأقبلت من أهلي بمصر أعودُها
فوالله ما أدري إذا أنا جئتُها ... أَؤُبرئُها من دائها أم أزيدها
وبقول الآخر:
ماذا عليك إذا أُخْبِرتني دَنِفًا ... وغاب بعلُك يوما أن تَعُوديني
أجيب بأنه من باب النَصب لإسقاط حرف الجر، كما حكى سيبويه: نُبِّئتُ زيدا، وقال: يريد: نبئت عن زيد. وكما قال تعالى: (من أنبأك هذا) وقدر: من أنبأك بهذا. وقد حمل سيبويه على حذف حرفا الجر قول الشاعر:
نُبِّئت عبدَ الله بالجو أصبحت ... كراما مواليها لئيما صَمِيمُها
أي: نبئت عن عبد الله، مع إمكان إجرائه مجرى أعلمت، فدل ذلك على أن تقدير حذف حرف الجر بعد نبأ راجح عنده، إذ ليس فيه إخراج شيء عن أصله، ولا تضمين شيء معنى غيره. وأيضا فإن النصب لحذف حرف الجر بعد نبأ مقطوع بثبوته فيما حكى من قول بعض العرب: نُبِّئت زيدا، مقتصرا عليه. وبعد أنبأ في قوله تعالى: (مَنْ أنبأكَ هذا) ولم يثبت الإجراء مجرى أعلم إلا حيث حذف حرف الجر، فكان الحمل عليه أولى. هذا في نَبَّأ مع كثرة استعمالها بالصورة