المفرد بالتركيب والبناء، فعلم بذلك أن الآخريْن منصوبان نصبا صريحا، نحو: لا صاحب بِرٍّ مذموم، ولا راغبا في الشر محمود.
ويتناول قولي في المركب: ويبنى على ما كان ينصب به، المبني على فتحة نحو: "لا إلهَ إلا الله" و: (فقاتلوا أئكمة الكفر إنهم لا أيمانَ لهم). والمبني على ياء مفتوح ما قبلها، كقول الشاعر:
تَعَزّ فلا إلفَيْن بالعين مُتِّعا ... ولكن لوُرّاد المَنون تتابُعُ
والمبني على ياء مكسورة ما قبلها، كقول الشاعر:
يُحْشَرُ الناسُ لا بنينَ ولا آبا ... ءَ إلا وقد عَنَتْهم شُئُونُ
والمبني على كسرة، كقول سلامة بن جندل:
إن الشباب الذي مجدٌ عواقبُه ... فيه نَلَذُّ ولا لذاتِ للشيب
يروى بكسر التاء وفتحها، والفتح أشهر، وبالوجهين أيضا أنشد قول الشاعر:
لا سابغات ولا جاواءَ باسلةً ... تقى المنون لدى استيفاء آجال
وزعم أبو الحسن بن عصفور أن الفتح في مثل هذا لازم، والصحيح جواز الفتح والكسر.
ثم أشرت إلى أنه لا خلاف في كون الخبر مرفوعا بلا إذا لم يركب الاسم معها، ثم قلت: "وكذا مع التركيب على الأصح" فنبهت بذلك على ما ذهب إليه سيبويه من أن الخبر مع التركيب مرفوع بما كان مرفوعا به قبل دخول لا، لأن شبهها بإن ضعف حين تركبت وصارت كجزء كلمة، وجزء كلمة لا يعمل، فمقتضى هذا أن يبطل عملها في الاسم والخبر، لكن عملها أبقى في أقرب المعمولين، وجعلت