ألا أن سَرَى ليلي فبت
مخففة من أن، ويكون الأصل: ألا أنه سرى ليلي، ثم فعل به ما فعل بأما أن جزاك الله خيرا في قول سيبويه.
وقد تباشر أن المخففة فعلا متصرفا غير مقصود به الدعاء، وعليه نبهت بقولي: "غالبا" فإن كان ذلك بعد فعل قلبي أو ما معناه فهو أسهل من أن يكون بغير ذلك، فالأول كقول الشاعر:
عَلِموا أن يُؤَمَّلون فجادوا ... قبل أن يُسْألوا بأعظم سُؤْل
وأنشد الفراء:
إني زَعيم يا نُوَيْقَةُ ... إن أمنت من الرَّزاح
ونجوتِ من عَرض المَنون ... من الغُدُوِّ إلى الرَّواح
أن تَهْبِطين بلاد قومٍ ... يرتعون من الطِّلاح
والثاني كقراءة بعض القراء: "لمن أراد أن يتمُّ الرَّضاعة". ومثله قول الشاعر:
يا صاحِبَيَّ فدتْ نفسي نفوسكما ... وحيثما كنتما لاقيتما رَشَدا
أن تحملا حاجةً لي خف مَحْمَلُها ... تستوجيبا منَّةً عندي بها ويدا
أن تَقْرَآن على أسماء ويحكما ... مني السلام وألا تُشْعِرا أحدا
وأن في هذين الموضعين وأشباههما هي الناصبة للمضارع عند البصريين، وترك إعمالها حملا على "ما" أختها، وهي عند الكوفيين المخففة. وشذ وقوعها موقع الناصبة، كما شذ وقوع الناصبة موقع المخففة في قول جرير: