إذا غيرُ النَّايُ المحبين لم يكد ... رسيسُ الهوى من حبِّ ميةَ يبرحُ

إلى أن جعل بدل: يكد، يجد، وإن كان في يكد من المبالغة والجزالة ما ليس في يجد.

وأما قوله تعالى: (وما كادوا يفعلون) فمحمول على وقتين، وقت عدم الذبح وعدم مقاربته، ووقت وقوع الذبح، كما يقول القائل: خلص فلان وما كاد يخلص.

وأجاز الأخفش استعمال كاد زائدة، ومما استشهد به قوله تعالى: (إنّ الساعة آتية أكاد أخفيها) وقول حسان:

وتكادُ تكسَل أن تجيء فِراشها ... في حسم خَرْعَبَة وحُسن قوام

والصحيح أنها لا تزاد، وأما قوله تعالى: (أكاد أخفيها) فقيل معناه: إن الساعة آتية أكاد أخفيها فلا أقول: هي آتية. وقيل معناه: أكاد أخفيها عن نفسي. وقراءة أبي الدرداء وسعيد بن جبير: (أكاد أَخفيها) بفتح الهمزة، من خَفَيْتُ الشيء أخفيه إذا أظهرته، وبه فُسِّر قول امرئ القيس:

فإن تدفنوا الداء لا نَخْفِه ... وإن تبعثوا الحرب لا نقعد

وأما قول حسان فالمعنى فيه وصف المذكورة بمقاربة الكسل دون حصوله، وذلك بين.

ولازمت أفعال هذا الباب لفظ المضي إلا كاد وأوشك، فإنهما اختصا باستعمال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015