ص: ويحتمل المضيَّ والاستقبالَ بعد همزة التَّسوية، وحرف التحضيض، وكلما، وحيث، وبكونه صلة أو صفة لنكرة عامة.
ش: إذا ورد الفعل الماضي بعد همزة التسوية نحو: سواء عليَّ أقمت أم قعدت، احتمل أن يكون المراد: سواء على ما كان منك من قيام وقعود، وأن يكون المراد: سواء على ما يكون منك من قيام وقعود. وإن كانت لم بعد أم تعين المضي كقوله تعالى: (سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم) فإن لم يكن لم بعد أم فالاحتمال باق كقوله تعالى (سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون).
وكذا الواقع بعد حرف التحضيض نحو: هلا فعلت، يحتمل أن يراد به المضي فيكون لمجرد التوبيخ، ولا يكون الاقتران بحرف التحضيض مغيرا للفعل عن موضعه.
ويحتمل أن يراد به الاستقبال فيكون بمنزلة الأمر، ولذلك احتج العلماء على وجوب العمل بخبر الواحد بقوله تعالى (فلولا نَفرَ من كل فرقة منهم طائفةٌ ليتفقهوا في الدين) وجعلوه بمنزلة: لينفر من كل فرقة طائقة.
وكذا الواقع بعد كلما يحتمل أن يراد به المضي كقوله تعالى: (كلما جاء أمةً رسولُها كذبوه). ويحتمل أن يراد به الاستقبال كقوله تعالى (كلما نَضِجت جلودهم بَدَّلناهم جلودا غيرها).
وكذا الواقع بعد حيث يحتمل أن يراد به المضي كقوله تعالى (فأتوهن من حيث أمركم الله). ويحتمل أن يراد به الاستقبال كقوله تعالى (ومن حيثُ خرجت فوَلِّ وجهك شَطرَ المسجد الحرام).