وكقوله تعالى (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك) وقيدت (لما) بنسبة الجزم إليها، لأنها إذا لم تكن جازمة لا يليها فعل مضارع بل ماضي اللفظ والمعنى إن كانت بمعنى حين، أو ماضي اللفظ مستقبل المعنى إن كانت بمعنى إلا كقول الشاعر:

قالت له بالله ياذا البُرْدَيْن ... لمّا غَنِثْت نَفَسا أو اثنين

وأطلقت لم تنبيها على أنها صارفة إلى المضي أبدًا، ولو لم يكن الفعل بعدها مجزومًا كقول الشاعر:

لولا فوارسُ من نُعْمٍ وأسرتَهم ... يوم الصُّليْفاء لم يُوفُون الجار

فرفع الفعل بعد لم، وهي لغة القوم.

وقيدت (لو) بالشرطية احترازا من المصدرية، واحترز بغالبا من ورود الشرطية بمعنى إن كقوله تعالى (وليخشَ الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم) بمعنى إن تركوا، فلو وقع بعد (لو) هذه مضارع لكان مستقبل المعنى كما يكون بعد (إن) كقول الشاعر:

لا يُلْفِك الرّاجيكَ إلا مُظهرًا ... خُلُق الكرامِ ولو تكونُ عديما

والانصراف إلى المضي بإذ نحو قوله تعالى (وإذ تقولُ للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه) بمعنى وإذ قلت.

وإنما كان ربما صارفة معنى المضارع إلى المضي لأن (رب) قبل اقترانها بما مستعملة في المضي، فاستصحب لها بعد الاقتران ما كان لها، بل هي بذلك أحق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015