وأما الثاني وهو الذي لا يبقى معه عملها فمنه قوله تعالى (ومن آياته يريكم البرق) فيريكم صلة (لأن) حذفت وبقي (يريكم) مرفوعا، وهذا هو القياس، لأن الحرف عامل ضعيف، فإذا حذف بطل عمله، ومن ذلك أيضا قول الشاعر:
فجاءت به وهو في غربة ... فلولا تُجاذبُه قد غلب
أراد: فلولا أن تجاذبه، ومثله قول الفرزدق:
ألا إنّ هذا الموتَ أضحى مسَلَّطا ... وكلُّ امرئ لا بُدَّ يُرْمى مُقاتله
وقال ذو الرمَّة:
وحُقَّ لِمَنْ أبو موسى أبوه ... يُؤَفقُّه الذي نَصَب الجِبالا
ومثله قول الآخر:
أو ليس من عجب أسائلكم ... ما خطبُ عاذِلتي وما خطبي
أراد أن أسائلكم، وقال الفرزدق:
بحقِّ امرئٍ بين الأقارع بيتُه ... وصعْصَعَةَ البحرِ الجزيل المواهب
يكون سبوقا للكرام إلى العلا ... إذا اتصل المقياس بين الحلائب
المقياس الغاية والحلائب المسابقة ومثله:
وقالوا ما تشاءُ فقلت ألهُو ... إلى الإصباح آثِرَ ذي أثير